تتناقض الدراسة الجينية التي استندت إلى الحمض النووي القديم المستخرج من بقايا الهياكل العظمية المدفونة في قوالب الجبس في بومبيي لضحايا ثوران بركان جبل فيزوف في عام 79 ميلادي مع التفسيرات التقليدية حول هويات الضحايا وعلاقاتهم. كما أظهرت الدراسة أن سكان بومبيي كانوا من نسل المهاجرين الجدد من شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يتماشى مع النزعة العالمية التي لوحظت في الإمبراطورية الرومانية المعاصرة.
كانت بومبيي مدينة ساحلية رومانية قديمة في إيطاليا. أدى ثوران بركاني هائل لجبل فيزوف في عام 79 ميلادي إلى تدمير المدينة ودفنها تحت الرماد مما أسفر عن مقتل الآلاف من سكانها. تم الحفاظ على أشكال الضحايا بسبب ضغط رواسب الخفاف والرماد من الانفجار البركاني حول الجثث. تم استرداد الخطوط العريضة للجثث من قبل الباحثين بعد عدة قرون عن طريق ملء التجاويف بالجص. تم دمج قوالب الجص التي تم إنشاؤها بهذه الطريقة مع بقايا هياكل عظمية لسكان المدينة.
واجهت الدراسات الجينية التي استخدمت بقايا بشرية مدفونة في قوالب الجبس تحديات بسبب صعوبة استعادة الحمض النووي القديم. وباستخدام أساليب تعتمد على تفاعل البوليميراز المتسلسل، تمكن الباحثون من استعادة البيانات الجينية من أجزاء قصيرة من الحمض النووي للميتوكوندريا. وقد مكنت التقنيات الأحدث من استخراج الحمض النووي القديم عالي الجودة من الأسنان والعظام الصخرية.
في دراسة نُشرت في 7 نوفمبر 2024، قام الباحثون لأول مرة بإنشاء بيانات جينومية قديمة من الحمض النووي ونظائر السترونشيوم من بقايا بشرية في قوالب الجبس من أجل تحديد خصائص سكان بومبيان القدماء. وتبين أن الاستنتاجات المستخلصة من التحليل الجيني تتعارض مع الرواية التقليدية.
تقليديا، يتم تفسير "الشخص البالغ الذي يرتدي سوارا ذهبيا مع طفل في حضنه" على أنه "الأم والطفل"، في حين يُنظر إلى "زوج من الأفراد الذين ماتوا في عناق" على أنهم أختان. ومع ذلك، وجد التحليل الجيني أن الشخص البالغ في الحالة الأولى كان ذكرًا لا علاقة له بالطفل، مما يدحض التفسير التقليدي للأم والطفل. وبالمثل، وجد أن فردًا واحدًا على الأقل في الحالة الثانية لزوج من الأفراد في العناق كان ذكرًا وراثيًا، مما يدحض التفسير التقليدي للأختين. وهذا يوضح أن النظر إلى الماضي بالافتراضات الحديثة حول السلوكيات الجنسانية قد لا يكون موثوقًا به.
وتوصلت الدراسة أيضًا إلى أن سكان بومبي ينحدرون بشكل رئيسي من المهاجرين الجدد من شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يتوافق مع النزعة الكوسموبوليتانية التي لوحظت في الإمبراطورية الرومانية المعاصرة.
***
المراجع:
- بيلي إي، وآخرون 2024. الحمض النووي القديم يتحدى التفسيرات السائدة لقوالب الجبس في بومبي. علم الأحياء الحالي. نُشر في 7 نوفمبر 2024. DOI: https://doi.org/10.1016/j.cub.2024.10.007
- جمعية ماكس بلانك. غرفة الأخبار – أدلة الحمض النووي تعيد كتابة قصة الأشخاص الذين دُفنوا في ثوران بومبي. نُشر في 7 نوفمبر 2024. متاح على https://www.mpg.de/23699890/1106-evan-dna-evidence-rewrites-story-of-people-buried-in-pompeii-eruption-150495-x
***
مقالات ذات صلة
***
